"الهدّاف" و"لوبيتور" في ضيافة نجم الكرة البرازيلية "ريفالدو"…
"إذا استجابت قدماي للعب مجدّدا سأواصل مشواري حتى فوق سن 41 سنة"
"بما أنني لعبت في أوزبكستان وأنغولا لمَ لا ألعب موسما في الجزائر؟"
"مستحيل أن نقارن بين مقصيّتي مع برشلونة وعقب ماجر، فكلاهما هدف رائع"
"في برشلونة تعلّمت أن لا أعتمد كثيرا على اللّعب الفردي"
"الرئيس روسيل صديقي وأعرف أن أبواب برشلونة تبقى دائما مفتوحة في وجهي"
"بعد موسم أو موسمين سيكون نيمار أحسن لاعب في العالم"
"نيمار وميسي في فريق واحد؟… سيكون أمرا عظيما"


دخلنا في اتصالات مع النجم العالمي "ريفالدو" قبل 3 أشهر من إنطلاق كأس القارات وهذا عن طريق أحد مستشاريه الذي أوضح لنا كيفية الوصول إلى "ريفا "، وكان مطلوبا منا أن نرسل رسالة بالبريد الإلكتروني وننتظر إجابة غير محتملة من هذه الأسطورة الحية، غير محتملة بكل بساطة لأن "ريفالدو" كان يوجد ف ي مشاكل مع فريقه "ساو كيتانو". إجابة المستشار جعلتنا نعتقد أن الأمر قد يتحول إلى مستحيل بعد أن أكد لنا أن "ريفالدو" الذي يعد من بين أحسن 200 لاعب كرة ق دم عبر كل الأوقات بعد ترتيب قام به الأسطورة البرازيلية "بيلي" لم يعد يقوم بأية حوارات منذ أشهر بسبب ما يحدث له مع فريقه، لكن بمجرد أن وصلنا إلى بلاد السامب ا عاودنا الاتصال بصانع لعب برشلونة السابق وشرحنا له أن ما يحدث له مع فريقه لا يهمنا والحوار معه سيدور حول مشواره الطويل في الميادين، الإجابة من المعني بالأمر جاءت عبر رسالة "أس. أم. أس" وقال فيها: "نعم لكن بدون كاميرات، ويسمح لكم بصورة واحدة فقط، وليس أكثر من 5 أسئلة"، وهو أمر خيّب أملنا بعض الشيء لأنه لا يمكن أن تكتفي بمثل هذه الأمور لما تكون مع نجم مثله، لكن لم يكن من الممكن أن نقول لا لفرصة مماثلة، لكي نرضي فضول قراء "الهداف" على الأقل في 5 أسئلة...


الموعد في "موجي ميريم" يوم لقاء البرازيل أمام اليابان

بحماس شديد أفسده نوع من الخيبة الأمل نظرا للرغبة في إشباع الفضول، دخلنا الطريق السريع المؤدي إلى ريو ديجانيرو بـ ساو باولو، الرحلة دامت سبع ساعات كاملة لكن في بلد كبير مثل البرازيل قضاء سبعة ساعات في رحلة أمر سريع، وبعد ليلة قضيناها في ساو باولو كان يجب أن نواصل طريقنا في الصباح ونقطع 200 كلم إضافية للوصول إلى قرية "موجي ميريم"، وهي بلدة في عمق البرازيل، ولم نكن نعلم تماما أين سيجري هذا الحوار، كل ما كنا نعرفه عن هذه البلدة أن فريق "موجي ميريم" يحتل المركز الخامس في الترتيب العام للبطولة الجهوية "لساو باولو" وهو الفريق الذي يرأسه ريفالدو. وقبل الوصول إلى هذه البلدة بـ 10 دقائق توقفنا في مركز راحة دون أن نكون أصلا على علم بوجهتنا بالتحديد ومكان إجراء الحوار، بل لم نكن حتى متأكدين بأن الحوار سيجري، وهنا أرسنا رسالة نصية لصاحب الكرة الذهبية سنة 99 قلنا فيها ببساطة: "صباح الخير سيد ريفالدو نحن على بعد 10 دقائق من بلدة موجي موريم"، وبعد فترة قصيرة من الصبر القاتل رنت الموسيقى المبشرة بالأخبار السعيدة، رسالة نصية من "ريفالدو": "مرحبا بكم سأستقبلكم في منزلي اتصلوا بمستشاري سيعطيكم العنوان".... أووووووووووف على الأقل نعرف الآن مكان إجراء الحوار.


منزل به ملعب لكرة القدم، آخر للتنس وميدان لكرة القدم الشاطئية

من أجل الوصول إلى منزل "ريفالدو" كان علينا المرور عبر وسط المدينة وهناك لمحنا الملعب الرئيسي لـ "موجي ميريم"، بلدة "موجي موريم"هي بلدة فيها كل المنازل تقريبا تت شابه بنية واحدة خلف الأخرى مثل قطع الدومينو، الأكيد أن الوصول إلى منزل إلى "ريفالدو" ليس بالأمر الصعب تماما بما أن الجميع يعرفون مكان إقامة النجم العالمي، بمجرد وصولنا للحي الذي يقطن فيه وجدنا في طريقنا بوابة كبيرة محروسة من طرف عون أمن أكد لنا أنه ممنوع المرور من هذا الحي، لكن بمجرد أن أظهرنا له بطاقة الهوية أرشدنا مباشرة إلى من زل "ريفالدو" الذي كان قد اتصل بالحراسة وأعلن عن قدومنا، عند وصولنا إلى باب المنزل كان "مانويل" مستشاره الكاتلوني منذ سنة 1997 بانتظارنا وقادنا مباشرة إلى فناء وسط المنزل به "بار" كبير وخادمتان، في الطريق إلى هذا "البار" لاحظنا وجود صالة كبيرة للرياضة، ملعب للتنس وميدان لكرة القدم الشاطئية، وكذا ملعب لكرة القدم ملعب يتسع ل ـ 7 لاعبين في كل فريق مع مرمى وأضواء كاشفة وأرضية ميدان معشوشبة طبيعيا أحسن حتى من 5 جويلية وتشاكر معا، ما قلناه في قرارة أنفسنا أنه فعلا منزل كبير في حي راق لكن ما لا حظناه أيضا أن ريفالدو لا يستعمل أي شيء خاص للتباهي، لأنه يعرف جيدا من أين أتى.


أول إشارة كانت سيئة: لقاء البرازيل-اليابان كان سيبدأ بعد 30 دقيقة فقط

ريفالدو رغم موافقته على الحوار إلا أنه كان واضحا معنا بعد أن أكد لنا أنه سيسمح لنا فقط بـ 5 أسئلة لا غير وأخذ صورة واحدة فقط، كنا جالسين نرتقب قدوم النجم وفي المقابل لنا كانت شاشة عملاقة تبث صورة قناة "ڤلوبو" البرازيلية العملاقة، القناة كانت تعرض آخر اللقطات قبل مواجهة البرازيل-اليابان وموعد الانطلاقة كان قد بقي عليه نص ف ساعة فقط، وهو ما جعل أمل إطالة الحوار بعض الشيء يتلاشى بشكل نهائي، فلا يمكن تخيّل أن البطل العالمي سيضيع دخول نجوم "السيليساو" إلى أرضية الميدان... هذا القلق شاهد ه المستشار "مانويل" لتأتي كلمات مطمئنة منه قال لنا فيها: "صدقني ريفالدو شخص طيب للغاية وخجول في الكثير من الأحيان، إذا لم تلح عليه كثيرا ورأى أنك لست من النوع الم زعج سيطيل بنفسه الحوار ويبقى فترة أطول معكم"، وهي الوصفة السحرية التي دلّنا عليها مستشاره من أجل الوصول إلى مبتغانا.


ريفالدو: "سأسدّد ركلة جزاء إذا صدّدتها سأمنحك حوارا مصوّرا لمدّة 30 دقيقة"

بعد أن بقي يتحدث معنا مدة معتبرة من الزمن سألنا فيها عن أحوال الجزائر وشؤونها التي بدى أنه يعرف الكثير عنها، صعد المستشار "مانويل" إلى الطابق الأول لكي يخبر "ريفالدو" بوصولنا وإعطائه تقريرا مفصلا عن هذا الصحفي الجزائري الذي جاء من بعيد، بمجرد أن وصل النجم العالمي إلى "الصالون" شد انتباهنا أمران وهما أن صانع لعب منتخب السامبا السابق كان نحيفا جدا وأن رجليه كانتا مقوّستين أكثر مما كنا نعتقد، وبعد أن استقبلنا بحفاوة أراد "ريفالدو" أن يعرف حول ماذا سيدور الحوار، وهنا أكدنا له أن ما ي همنا هي مسيرته الطويلة في الميادين وأننا لا نريد الخوض في مشواره الحالي مع فريقه "ساو كايتانو". هنا ابتسم ريفالدو ابتسامة عرضية وأطلق لنا تحد صعب للغاية علينا: "سنذهب إلى ملعب كرة القدم وسأسدد ركلة جزاء إذا تمكنت من صدها سأمنحك حوارا لمدة نصف ساعة ويكون مصوّرا أيضا، وإلا فسيبقى الأمر على 5 أسئلة وصورة واحدة". بكل صراحة توقيف ركلة جزا ء من "ريفالدو" كان أكثر من مستحيل، لكن الطريقة التي أطلق بها هذا التحدي كانت عبارة عن ترحيب مرح في بيته، بالنسبة لنا عرفنا بسرعة أننا فزنا في أول اختبار وبأول تحدّي أصلا.


سدّد كرته الأولى في العارضة عمداً

الكرة كانت موجودة على الميدان وكل شيء كان جاهزا، كنا نعرف أن اللاعب الذي ربما لم يسبق أن أخطأ المرمى في فرص مماثلة لا يمكن صد ركلته، لكن لم يكن أمامنا من حيلة سوى تجر يب المستحيل ومحاولة صد ركلة جزاء لـ ريفالدو، ما خشيناه ليس تلقي الهدف لأن هذا أمر منطقي حتى بالنسبة لأحسن الحراس العالميين لأن الأمر يتعلق بأحد أحسن مسدّدي الكرات الثابتة في العالم، لكن ما كنا نخشاه هو تلقي كرة قوية في الوجه وإمضاء بقية رحلتنا في البرازيل بوجه معصّب.... وجها لوجه مع ريفالدو كانت الأمور صعبة وهناك فهمنا ما كان يحدث مع أحسن ا لحراس الذين عانوا أمامه مثل كاسياس، بوفون، أوليفار كان والبقية الذين أكلوا العشب بسبب كرات من هذا اللاعب المميز، لكن هناك جاءت مفاجأتنا.. "ريفالدو" لم يبتعد عن الكرة و سددها على العارضة مباشرةỊỊ هي هدية جميلة منحنا إياها راقص السامبا عمدا، لكن المهم بالنسبة لنا أننا فزنا بالتحدي وفزنا بوقت أطول مع ريفالدو، وقد فهمنا أن ريفالدو قام عمدا بضرب الكرة في العارضة من خلال ركلة الجزاء الثانية التي سددها لنا والتي توجهت مباشرة داخل الشباك ونحن ارتمينا عكس اتجاه الكرة تماما، بل كاد العمود الفقري يكسر ب سبب الخدعة، بقية تلك الفترة كان عبارة عن تبادل للكرات مع أحد أحسن اللاعبين في تاريخ الكرة العالمية، تقاسم تلك الكرات مع هذا النجم كان متعة حقيقية تلتها متعة أكبر وهي حوار مطوّل.


"أنت أول صحفي سيحاورني في هذا المكان"

بمجرد أن أنهينا تلك الحصة البسيطة من تبادل الكرات مع ريفالدو تنقلنا إلى تبادل من نوع آخر، وهو سؤال جواب، مصوّرنا أندرسون بكل بساطة اقترح علينا أن نجري الحوار أمام المسبح، ولكن ريفالدو اعترض على الأمر وقال: "كل الصحفيين يجرون الحوارات أمام المسبح، لكنكم ستكونون ضيوفي الخاصّين وسأدعوكم لإجراء الحوار في مكان خاص لم يسبق لأي صحفي أن زاره، هو مكان مخصص للعائلة والأحباب فقط وستكون أول صحفي يجري معي حوارا فيه..." مثلكم تماما سعدنا بالأمر وغمرنا الشوق لاكتشاف هذا المكان، تبعنا خطوات "ريفالدو" الذي تجاوز المسبح، "البار" قبل أن يسحب بابا كأنه خفي وبالدا خل هي "مغارة علي بابا" حقيقية...


"أحبابي فقط من يدخلون هنا"

المغارة كانت مكانا لكنز حقيقي بالنسبة لـ ريفالدو وهي متحفه الخاص الذي يحتفظ فيه بمئات الأقمصة للأندية العالمية التي حصل عليها خلال مسيرته الكروية، والتي كان يخبئها بكل عناية في هذا المتحف، الروعة لم تكن فقط في الأقمصة بل في الجوائز التي كانت معلّقة بما فيها ميداليات رابطة أبطال أوروبا، ميدالية كأس ليبارت ادوريس، كأس أمريكا الجنوبية، كأس العالم، ميدالية الألعاب الأولمبية والعديد من الألقاب الأخرى التي فاز بها والتي كانت معلّقة على حائط هذه الغرفة، لكن أجمل ما في الغرفة كانت الكرة الذهبية لعام 99 التي كانت تزين الحائط رفقة العديد من الأحذية الرياضية القديمة التي من بينها ذلك الذي لعب به نهائي كأس العالم 2002 وفاز بها، وأيضا الحذاء الذي سجّل به مقصيته الرائعة مع برشلونة أمام فالنسيا التي أهّل بها فريقه إلى رابطة أبطال أوروبا، الكثير من الذكريات كانت موجودة ترسم بوضوح مسيرة هذا النجم الكبير.