"الهدّاف" تخترق الحياة الخاصة لـ ريفالدو وتكشف أسراره
"الهدّاف" و"لوبيتور" في ضيافة نجم الكرة البرازيلية "ريفالدو"…
"إذا استجابت قدماي للعب مجدّدا سأواصل مشواري حتى فوق سن 41 سنة"
"بما أنني لعبت في أوزبكستان وأنغولا لمَ لا ألعب موسما في الجزائر؟"
"مستحيل أن نقارن بين مقصيّتي مع برشلونة وعقب ماجر، فكلاهما هدف رائع"
"في برشلونة تعلّمت أن لا أعتمد كثيرا على اللّعب الفردي"
"الرئيس روسيل صديقي وأعرف أن أبواب برشلونة تبقى دائما مفتوحة في وجهي"
"بعد موسم أو موسمين سيكون نيمار أحسن لاعب في العالم"
"نيمار وميسي في فريق واحد؟… سيكون أمرا عظيما"
دخلنا في اتصالات مع النجم العالمي "ريفالدو" قبل 3 أشهر من إنطلاق كأس القارات وهذا عن طريق أحد مستشاريه الذي أوضح لنا كيفية الوصول إلى "ريفا
"، وكان مطلوبا منا أن نرسل رسالة بالبريد الإلكتروني وننتظر إجابة غير محتملة من هذه الأسطورة الحية، غير محتملة بكل بساطة لأن "ريفالدو" كان يوجد ف
ي مشاكل مع فريقه "ساو كيتانو". إجابة المستشار جعلتنا نعتقد أن الأمر قد يتحول إلى مستحيل بعد أن أكد لنا أن "ريفالدو" الذي يعد من بين أحسن 200 لاعب كرة ق
دم عبر كل الأوقات بعد ترتيب قام به الأسطورة البرازيلية "بيلي" لم يعد يقوم بأية حوارات منذ أشهر بسبب ما يحدث له مع فريقه، لكن بمجرد أن وصلنا إلى بلاد السامب
ا عاودنا الاتصال بصانع لعب برشلونة السابق وشرحنا له أن ما يحدث له مع فريقه لا يهمنا والحوار معه سيدور حول مشواره الطويل في الميادين، الإجابة من المعني
بالأمر جاءت عبر رسالة "أس. أم. أس" وقال فيها: "نعم لكن بدون كاميرات، ويسمح لكم بصورة واحدة فقط، وليس أكثر من 5 أسئلة"، وهو أمر خيّب أملنا بعض الشيء لأنه لا
يمكن أن تكتفي بمثل هذه الأمور لما تكون مع نجم مثله، لكن لم يكن من الممكن أن نقول لا لفرصة مماثلة، لكي نرضي فضول قراء "الهداف" على الأقل في 5 أسئلة...
الموعد في "موجي ميريم" يوم لقاء البرازيل أمام اليابان
بحماس شديد أفسده نوع من الخيبة الأمل نظرا للرغبة في إشباع الفضول، دخلنا الطريق السريع المؤدي إلى ريو ديجانيرو بـ ساو باولو، الرحلة دامت سبع ساعات كاملة لكن
في بلد كبير مثل البرازيل قضاء سبعة ساعات في رحلة أمر سريع، وبعد ليلة قضيناها في ساو باولو كان يجب أن نواصل طريقنا في الصباح ونقطع 200 كلم إضافية للوصول إلى قرية
"موجي ميريم"، وهي بلدة في عمق البرازيل، ولم نكن نعلم تماما أين سيجري هذا الحوار، كل ما كنا نعرفه عن هذه البلدة أن فريق "موجي ميريم" يحتل المركز الخامس في الترتيب
العام للبطولة الجهوية "لساو باولو" وهو الفريق الذي يرأسه ريفالدو. وقبل الوصول إلى هذه البلدة بـ 10 دقائق توقفنا في مركز راحة دون أن نكون أصلا على علم بوجهتنا بالتحديد
ومكان إجراء الحوار، بل لم نكن حتى متأكدين بأن الحوار سيجري، وهنا أرسنا رسالة نصية لصاحب الكرة الذهبية سنة 99 قلنا فيها ببساطة: "صباح الخير سيد ريفالدو نحن على بعد 10
دقائق من بلدة موجي موريم"، وبعد فترة قصيرة من الصبر القاتل رنت الموسيقى المبشرة بالأخبار السعيدة، رسالة نصية من "ريفالدو": "مرحبا بكم سأستقبلكم في منزلي اتصلوا بمستشاري
سيعطيكم العنوان".... أووووووووووف على الأقل نعرف الآن مكان إجراء الحوار.
منزل به ملعب لكرة القدم، آخر للتنس وميدان لكرة القدم الشاطئية
من أجل الوصول إلى منزل "ريفالدو" كان علينا المرور عبر وسط المدينة وهناك لمحنا الملعب الرئيسي لـ "موجي ميريم"، بلدة "موجي موريم"هي بلدة فيها كل المنازل تقريبا تت
شابه بنية واحدة خلف الأخرى مثل قطع الدومينو، الأكيد أن الوصول إلى منزل إلى "ريفالدو" ليس بالأمر الصعب تماما بما أن الجميع يعرفون مكان إقامة النجم العالمي، بمجرد وصولنا
للحي الذي يقطن فيه وجدنا في طريقنا بوابة كبيرة محروسة من طرف عون أمن أكد لنا أنه ممنوع المرور من هذا الحي، لكن بمجرد أن أظهرنا له بطاقة الهوية أرشدنا مباشرة إلى من
زل "ريفالدو" الذي كان قد اتصل بالحراسة وأعلن عن قدومنا، عند وصولنا إلى باب المنزل كان "مانويل" مستشاره الكاتلوني منذ سنة 1997 بانتظارنا وقادنا مباشرة إلى فناء
وسط المنزل به "بار" كبير وخادمتان، في الطريق إلى هذا "البار" لاحظنا وجود صالة كبيرة للرياضة، ملعب للتنس وميدان لكرة القدم الشاطئية، وكذا ملعب لكرة القدم ملعب يتسع ل
ـ 7 لاعبين في كل فريق مع مرمى وأضواء كاشفة وأرضية ميدان معشوشبة طبيعيا أحسن حتى من 5 جويلية وتشاكر معا، ما قلناه في قرارة أنفسنا أنه فعلا منزل كبير في حي راق لكن ما لا
حظناه أيضا أن ريفالدو لا يستعمل أي شيء خاص للتباهي، لأنه يعرف جيدا من أين أتى.
أول إشارة كانت سيئة: لقاء البرازيل-اليابان كان سيبدأ بعد 30 دقيقة فقط
ريفالدو رغم موافقته على الحوار إلا أنه كان واضحا معنا بعد أن أكد لنا أنه سيسمح لنا فقط بـ 5 أسئلة لا غير وأخذ صورة واحدة فقط، كنا جالسين نرتقب قدوم النجم وفي
المقابل لنا كانت شاشة عملاقة تبث صورة قناة "ڤلوبو" البرازيلية العملاقة، القناة كانت تعرض آخر اللقطات قبل مواجهة البرازيل-اليابان وموعد الانطلاقة كان قد بقي عليه نص
ف ساعة فقط، وهو ما جعل أمل إطالة الحوار بعض الشيء يتلاشى بشكل نهائي، فلا يمكن تخيّل أن البطل العالمي سيضيع دخول نجوم "السيليساو" إلى أرضية الميدان... هذا القلق شاهد
ه المستشار "مانويل" لتأتي كلمات مطمئنة منه قال لنا فيها: "صدقني ريفالدو شخص طيب للغاية وخجول في الكثير من الأحيان، إذا لم تلح عليه كثيرا ورأى أنك لست من النوع الم
زعج سيطيل بنفسه الحوار ويبقى فترة أطول معكم"، وهي الوصفة السحرية التي دلّنا عليها مستشاره من أجل الوصول إلى مبتغانا.
ريفالدو: "سأسدّد ركلة جزاء إذا صدّدتها سأمنحك حوارا مصوّرا لمدّة 30 دقيقة"
بعد أن بقي يتحدث معنا مدة معتبرة من الزمن سألنا فيها عن أحوال الجزائر وشؤونها التي بدى أنه يعرف الكثير عنها، صعد المستشار "مانويل" إلى الطابق الأول لكي يخبر
"ريفالدو" بوصولنا وإعطائه تقريرا مفصلا عن هذا الصحفي الجزائري الذي جاء من بعيد، بمجرد أن وصل النجم العالمي إلى "الصالون" شد انتباهنا أمران وهما أن صانع لعب منتخب
السامبا السابق كان نحيفا جدا وأن رجليه كانتا مقوّستين أكثر مما كنا نعتقد، وبعد أن استقبلنا بحفاوة أراد "ريفالدو" أن يعرف حول ماذا سيدور الحوار، وهنا أكدنا له أن ما ي
همنا هي مسيرته الطويلة في الميادين وأننا لا نريد الخوض في مشواره الحالي مع فريقه "ساو كايتانو". هنا ابتسم ريفالدو ابتسامة عرضية وأطلق لنا تحد صعب للغاية علينا: "سنذهب
إلى ملعب كرة القدم وسأسدد ركلة جزاء إذا تمكنت من صدها سأمنحك حوارا لمدة نصف ساعة ويكون مصوّرا أيضا، وإلا فسيبقى الأمر على 5 أسئلة وصورة واحدة". بكل صراحة توقيف ركلة جزا
ء من "ريفالدو" كان أكثر من مستحيل، لكن الطريقة التي أطلق بها هذا التحدي كانت عبارة عن ترحيب مرح في بيته، بالنسبة لنا عرفنا بسرعة أننا فزنا في أول اختبار وبأول تحدّي أصلا.
سدّد كرته الأولى في العارضة عمداً
الكرة كانت موجودة على الميدان وكل شيء كان جاهزا، كنا نعرف أن اللاعب الذي ربما لم يسبق أن أخطأ المرمى في فرص مماثلة لا يمكن صد ركلته، لكن لم يكن أمامنا من حيلة سوى تجر
يب المستحيل ومحاولة صد ركلة جزاء لـ ريفالدو، ما خشيناه ليس تلقي الهدف لأن هذا أمر منطقي حتى بالنسبة لأحسن الحراس العالميين لأن الأمر يتعلق بأحد أحسن مسدّدي الكرات الثابتة
في العالم، لكن ما كنا نخشاه هو تلقي كرة قوية في الوجه وإمضاء بقية رحلتنا في البرازيل بوجه معصّب.... وجها لوجه مع ريفالدو كانت الأمور صعبة وهناك فهمنا ما كان يحدث مع أحسن ا
لحراس الذين عانوا أمامه مثل كاسياس، بوفون، أوليفار كان والبقية الذين أكلوا العشب بسبب كرات من هذا اللاعب المميز، لكن هناك جاءت مفاجأتنا.. "ريفالدو" لم يبتعد عن الكرة و
سددها على العارضة مباشرةỊỊ هي هدية جميلة منحنا إياها راقص السامبا عمدا، لكن المهم بالنسبة لنا أننا فزنا بالتحدي وفزنا بوقت أطول مع ريفالدو، وقد فهمنا أن ريفالدو قام
عمدا بضرب الكرة في العارضة من خلال ركلة الجزاء الثانية التي سددها لنا والتي توجهت مباشرة داخل الشباك ونحن ارتمينا عكس اتجاه الكرة تماما، بل كاد العمود الفقري يكسر ب
سبب الخدعة، بقية تلك الفترة كان عبارة عن تبادل للكرات مع أحد أحسن اللاعبين في تاريخ الكرة العالمية، تقاسم تلك الكرات مع هذا النجم كان متعة حقيقية تلتها متعة أكبر
وهي حوار مطوّل.
"أنت أول صحفي سيحاورني في هذا المكان"
بمجرد أن أنهينا تلك الحصة البسيطة من تبادل الكرات مع ريفالدو تنقلنا إلى تبادل من نوع آخر، وهو سؤال جواب، مصوّرنا أندرسون بكل بساطة اقترح علينا أن نجري
الحوار أمام المسبح، ولكن ريفالدو اعترض على الأمر وقال: "كل الصحفيين يجرون الحوارات أمام المسبح، لكنكم ستكونون ضيوفي الخاصّين وسأدعوكم لإجراء الحوار في مكان
خاص لم يسبق لأي صحفي أن زاره، هو مكان مخصص للعائلة والأحباب فقط وستكون أول صحفي يجري معي حوارا فيه..." مثلكم تماما سعدنا
بالأمر وغمرنا الشوق لاكتشاف هذا المكان، تبعنا خطوات "ريفالدو" الذي تجاوز المسبح، "البار" قبل أن يسحب بابا كأنه خفي وبالدا
خل هي "مغارة علي بابا" حقيقية...
"أحبابي فقط من يدخلون هنا"
المغارة كانت مكانا لكنز حقيقي بالنسبة لـ ريفالدو وهي متحفه الخاص الذي يحتفظ فيه بمئات الأقمصة للأندية العالمية التي حصل عليها خلال مسيرته الكروية، والتي
كان يخبئها بكل عناية في هذا المتحف، الروعة لم تكن فقط في الأقمصة بل في الجوائز التي كانت معلّقة بما فيها ميداليات رابطة أبطال أوروبا، ميدالية كأس ليبارت
ادوريس، كأس أمريكا الجنوبية، كأس العالم، ميدالية الألعاب الأولمبية والعديد من الألقاب الأخرى التي فاز بها والتي كانت معلّقة على حائط هذه الغرفة، لكن أجمل ما
في الغرفة كانت الكرة الذهبية لعام 99 التي كانت تزين الحائط رفقة العديد من الأحذية الرياضية القديمة التي من بينها ذلك الذي لعب به نهائي كأس العالم 2002
وفاز بها، وأيضا الحذاء الذي سجّل به مقصيته الرائعة مع برشلونة أمام فالنسيا التي أهّل بها فريقه إلى رابطة أبطال أوروبا، الكثير من الذكريات كانت موجودة ترسم
بوضوح مسيرة هذا النجم الكبير.
كنت سأطرح عليك سؤالا، لكن حتى قبل أن أبدأ أعرف الإجابة مسبقا، كنت سأقول لك هل مازلت قادرا على اللّعب في سن 41 سنة، لكن عندما شاهدت القاعة الكبيرة لتقوية ال
عضلات، ميدان التّنس وميدان كرة القدم على الشّاطئ فهمت كل شيء، فالشّخص الذي يمارس هذه الرياضات مرة واحدة لا يمكنه التّوقف عن ممارسة كرة القدم…
(يضحك)… صحيح أنني أحب كرة القدم، لكنني أحب أيضا رياضات أخرى، لذلك مازلت ألعب وأنا في سن 41 سنة، اليوم أنتم ضيوفي وترون ما هي الرياضات التي أحب ممارستها… هناك كرة القدم بطبيعة الحال، التنس والكرة على رمال الشّاطئ، وهي أحسن طريقة حتى نحافظ على لياقتنا البدنية.
قل لنا الحقيقة، في أي سن تنوي الاعتزال؟ 48 أو 50 سنة؟
بصراحة لا أعرف بعد، وأعترف لكم أنني تعبت نوعا ما، لكن بما أنني مازلت مرتبطا بعقد مع فريقي "ساو كايتانو" إلى نهاية الموسم وأنوي تشريف عقدي، لن أتمكن من ا
لاجابة على هذا السّؤال إلا في نهاية الموسم، ومع نهاية عقدي سأتخذ القرار… أعاني من مشكلة صغيرة في ركبتي وعليّ أن أعالجها، وإذا شعرت أنني في حالة جيدة سأواصل
اللّعب، وإلا في شهر ديسمبر القادم ومع نهاية عقدي سأتوقف لأبقى بجانب عائلتي وأستمتع قليلا بالحياة.
هل تقبل أن تخوض تجربة في الجزائر؟
في كل مرة أقول سأنهي مشواري حتى أتلقى عقدا جديدا، وبما أنني شخص أحب التحديات أقبل أن أواصل، وبما أنني لعبت في اليونان، أوزبكستان وأونغولا قد أتمكن من اللعب في الجزائر… سنرى ذلك من هنا إلى نهاية شهر ديسمبر المقبل.
لعبت تقريبا في كل أنحاء العالم لكن لم يسبق لك اللعب في الوطن العربي، لماذا؟
تلقيت اتصالا من فريق قطري في إحدى المرات وتنقلت إلى هناك أيضا بدعوة من أحد الشّيوخ، تحدثنا كثيرا دون التوصل إلى اتفاق نهائي من الناحية المالية والمفاوضات استمرت لمدة شهر كامل، لكنني لم أتمكن من اللعب هناك.
لم يفت الآوان بعد ويمكنك أن تلعب في بلد عربي قبل أن تنهي مشوارك، أليس كذلك؟
مثلما قلت لكم لا نعرف ما الذي يخبئه لنا المستقبل، إذا استجابت قدماي للعب وأتيحت لي الفرصة لألعب في بلد عربي سأوافق على ذلك بكل سرور.
منذ قليل أريتنا زوج الحذاء الذي سجّلت به مقصيتك الشّهيرة أمام فالنسيا، لكن قبل أن نبدأ الحوار اعترفت لنا أن العقب الذي سجّله ماجر كان رائعا، في رأيك ما هو أجمل هدف من الهدفين، مقصيتك أم عقب ماجر؟
من الصّعب أن نختار الأجمل، فكلاهما هدف جميل وحتى في التلفزيون عندما نشاهد أجمل الأهداف في تاريخ كرة القدم لا يمكننا أن نختار من هو الأجمل فيهم.
لعبت كرة القدم في أندية محترفة منذ أزيد من 20 سنة، ما هي أفضل فترة مررت بها؟
دون تردد السّنوات الخمس التي قضيتها في نادي برشلونة… "البارصا" فريق معروف عالميا وهو ما سمح لي أن أكون معروفا أيضا، أعتقد أنني أعطيت الكثير لبرشلونة في تلك السّنوات الخمس، لكن حتى برشلونة أعطتني الكثيرا،
بالنسبة لي كل التجارب التي قضيتها خارج البرازيل أحسن فتراتي كانت مع فريق برشلونة.
بما أننا نتحدث عن برشلونة، قيل أن ريفالدو مرشح لأن يتولّى تدريب الفئات الشّبانية في "البارصا" في ا
لسنوات المقبلة، نقول السنوات المقبلة لأننا لا نعرف متى ستتوقف عن ممارسة كرة القدم، هل تستهويك تجربة مدرب في برشلونة؟
إجابتي ستكون مشابهة للاجابات السّابقة، لا ندري ما الذي يخفيه لنا المستقبل، في كل مرة أزور فيها برشلونة النّاس هناك مازالوا يظهرون لي عاطفة خاصة جدا… تربطني علاقة صداقة متي
نة مع رئيس نادي برشلونة، فهو صديق مقرب لي وشخصية رائعة في الوقت نفسه، أعرف أن ابواب برشلونة دائما تبقى مفتوحة في وجهي مستقبلا، لأنني أعتقد أكون قد أنجزت عملا
جيدا في السنوات الخمس التي قضيتها هناك، وهو ما سمح لي أن أفوز بحب الجمهور ولطفهم معي، فالعودة إلى برشلونة تبقى ممكنة خاصة أنني
أملك الجنسية الإسبانية أنا وعائلتي أيضا.
قضيت أوقاتا رائعة في برشلونة في خمس سنوات، هل لأن طريقة لعبك التي تتميز بالتقنية العالية كانت تتلاءم مع فلسفة برشلونة في تلك الحقبة؟
عندما كنت ألعب في البرازيل كنت أتميز باللعب الفردي أكثر، لكن في برشلونة علّموني كيف أهذّب طريقة لعبي، وبعد لمستين أو ثلاثة بالكرة المدرب يصي
ح في وجهي ليطلب مني أن أقدّم الكرة لزميل آخر أو من أجل أن أعيد التّمركز تكتيكيا، كان أمرا صعبا علي حتى أتعوّد وموسمي الأول في "لاكورونيا" ساعدتني كث
يرا في هذا السّياق وسمحت لي أن أتعوّد على متطلبات اللعب الأوروبي، وبالتالي كان سهلا عليّ أن أتنقل بعدها إلى برشلونة.
الجميع يعترف أنك قدّمت 5 مواسم كبيرة مع برشلونة، لكن ذلك لن يمنعنا من أن نتخيّلك في فريق برشلونة الحالي الذي فاز بكل شيء، هل يمكنك أن تتخيل
نفسك في فريق مكوّن من ميسي، إينييستا، تشافي وريفالدو؟
لم أفكر في ذلك، لكن من المؤكد أنني كنت سأستمتع أكثر، منذ 4 أو 5 سنوات هذا الفريق لعب في مستوى عال جدا، نتحدث الآن عن واحدة من أفضل الفرق في
تاريخ كرة القدم، ودون شك كنت سأحقق أشياء أفضل من تلك التي حققتها في مسيرتي مع برشلونة.
كل اللاعبين البرازيليين الذين مرّوا عبر برشلونة تركوا بصماتهم هناك، كيف تفسّر لنا ذلك؟
كنت دائما أقول أن اللاعب البرازيلي الذي يريد التنقل إلى أوروبا عليه أن يختار برشلونة أولا، لأنه في برشلونة يعطونك الوقت حتى تتأقلم ومع وجود صحا
فة تصبر على المستقدمين الجدد للفريق، الضغط أقل في برشلونة مقارنة ببقية الأندية الاسبانية والأوروبية الأخرى، فهناك يوجد نوع من الهدوء والصّبر الذي لا نجده
في مكان آخر، فهم يعطونك الوقت الكافي للعب كرة القدم والتعوّد تقنيا وتكتيكيا مع الفريق… صراحة نادي برشلونة هو الفريق المثالي للاعبين الكبار.
مثل نيمار…
بطبيعة الحال، بالنسبة له الأمور كانت واضحة منذ البداية لأنه كثيرا ما كرر عندما كان لاعبا في نادي سانتوس أنه لن يغادر البرازيل إلا للعب في برشلون
ة، لقد قام بالخيار الصائب، ومع لاعبين مثل ميسي تشافي وإينييستا في فريق مثل برشلونة سيكون دون شك أحسن لاعب في العالم بعد موسم أو موسمين.
نفهم من كلامك أنه سيكون المكمّل المثالي لـ ميسي…
دون أدنى شك ميسي ونيمار في فريق واحد سيكون أمرا عظيما.
لعبت في بلد مسلم وهو أزباكستان، كيف نجحت في التأقلم هناك؟
مثلما قلت لكم سابقا، أحب كثيرا التحديات في حياة لاعب كرة القدم كل شيء له نهاية، فترة لعبي مع برشلونة ومع ميلان انتهت، وكانت هناك أندية أقل أه
مية في بعض المرات من دون أن تكون لها تقاليد كبيرة في الكرة القدم طلبت خدماتي، كان عليّ أن أتأقلم مع الواقع الجديد، وكان مطلوبا مني أن تستغلني هذه
الأندية التي كلفت نفسها عناء الاتصال بي بسبب تجربتي، ومن دون أن أخفي عليك كانت هناك اقتراحات مالية جيدة لذلك قررت أن أواصل رفع التحدي باللّعب في
أوزبكستان، وأعتقد بأنني نجحت في القيام بموسمين ناجحين بالرغم من التأقلم الصّعب، مروري عبر أوزبكستان كان بالنّسبة لي تجربة ثرية للغاية.
كيف كنت تقضي على سبيل المثال شهر رمضان في تلك الفترة؟
بالنّسبة لي، كان الوضع صعبا للغاية، ولكن تعلمت كيف يجب أن أحترم تقاليد الآخرين، خاصة في أوزبكستان كانو يحترمونني كثيرا، كانوا دائما ين
ظرون لي على أنني ريفالدو، اللاعب الذي مرّ عبر برشلونة وميلان، وفّروا لي كل الشّروط وأعطوني منزلا كبيرا.
طيلة مشوارك الرّياضي هل تتذكر إن كنت قد صادفت لاعبا جزائريا؟
جزائريا؟ لا، لكن من أصول جزائرية نعم، تعرفت على اللاعب الأكثر شهرة زيدان، سابقى أتذكر زيدان طيلة حياتي، لأنه لولا تواجده لتمكنت من إحراز كأس
العالم سنة 1998 مع البرازيل، للأسف كان حاضرا وحرم البرازيل من نيل كأس العالم في تلك السّنة.
كيف كنت تراه على أرضية الميدان، وهل يمكنك أن تصف لنا طريقة لعبه؟
زيدان؟ "بفففف"، كان رائعا، حتى كمنافس كنت أستمتع عندما أراه يلعب، أكن له احتراما كبيرا، لأنه يملك إمكانات كبيرة، وأيضا لأنه شخص رائع، ع
ندما كنا نلعب "كلاسيكو" الريال والبارصا، كنا نتحدث كثيرا عن زيدان وريفالدو، كان يعرف مدى الاحترام الذي أكنه له، وأعرف أيضا بأنه كان يحترمني كثير
ا، المضحك أننا نملك نفس السّن، ولدنا سويا سنة 1972، ونبلغ من العمر 41 سنة، للأسف أنه أوقف مسيرته في سن 35، لأنه وبصراحة كان بإمكانه أن يواصل إمتاع
نا موسما أو موسمين على الأقل.
لعب منذ مدة قصيرة مباراة استعراضية بين قدامى الرّيال وجوفنتوس ولعب بطريقة جيدة...
عندما نلعب مثل زيدان لا يمكننا أن ننسى التقنيات التي لعبها بها بين ليلة وضحاها، حتى في سن 50 عاما أو 60 عاما سنستمتع برؤيته يلعب لأنه يجيد
ترويض الكرة ولا يوجد في العالم شخص آخر يمكنه فعل ذلك، عندما نلعب كرة القدم نكن محبة شديدة للكرة، زيدان كان له هذا التأثير الخاص مع كرة القدم.
لنتحدث قليلا عن البرازيل ففي كل مرة تُستبعد من الترشيحات قبل أي منافسة كبيرة، تفوز بها، أنت الذي تعرف جيدا فيليبي سكولاري هل تعتقد أنه سيحدث نفس
الشّيء في كأس العالم المقبلة؟
بالنّسبة لي البرازيل دائما ما كانت مرشحة وستبقى دائما هكذا، البرازيل تبقى البرازيل، هنا نلعب دائما للفوز ولنكون أبطالا، هو الفريق الوحيد الذي شارك
في كل نهائيات كأس العالم بالإضافة إلى ذلك سنلعب المونديال عندنا وأمام أنصارنا، لا يمكن أن لا نكون مرشحين، صحيح أنّ الصحافة البرازيلية لا تتحدث بشكل جيد
عن المنتخب الحالي وتنتقد طريقة لعبه بشكل كبير، صحيح أننا على ما أعتقد نحتل المركز العاشر في ترتيب "الفيفا"، لكن البرازيل ستبقى دائما البرازيل وسنلعب
كأس العالم 2014 للفوز به، أهم شيء بالنّسبة للبرازيليين ليست كأس القارات أو كوبا أمريكا وإنما كأس العالم هي الشيء الوحيد المهم، وأعرف أن لاعبي البرازيل
عندما يدخلون أرضية الميدان سيكونون مستعدّين لترك أرواحهم فوق الميدان من أجل الفوز بكأس العالم مرة أخرى وإسعاد الشّعب البرازيلي.
هل تعرف أنه من شدّة الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها وسط الجزائريين وصل بهم الأمر إلى أن يلقّبوا أحد الحكام واسمه نسيب باسمك لأنه يشبهك كثيرا؟
(يضحك بشدة)... أؤكد لكم أنني عندما أسمع بمثل هذه الأمور أشعر بالسعادة، سعيد لأنني أعلم بأنهم يهتمون بي إلى حد أنهم يلقّبون أحد الحكام باسمي، عندما يح
بني شعب بلد بعيد مثل الجزائر هذا يجعلني فخورا وأعتقد أن ذلك نتيجة سلوكي فوق أرضية الميدان طيلة المواسم الاحترافية التي قضيتها، كنت دائما أعمل لأن أعطي أفضل
ما عندي والحفاظ على سلوك مثالي.
العديد من اللاعبين الجزائريين يحلمون بأن يصبحوا مثل "ريفالدو"، ما هي النّصحية التي تقدمها لطفل صغير يريد أن ينجح ويقدّم مشوارا كبيرا مثل مشوارك؟
عندما كنت صغيرا كنت أكرّس كل وقتي لكرة القدم، لعبت في كل مكان، في الشّوارع، في البحر، وأعرف بأنه في إفريقيا وفي الجزائر يوجد العديد من "ريفالدو"، "روما
ريو"، "رونالدينيو ڤوتشو" وحتى زيدان، لأنني رأيت هذا عبر مروري بـ أنغولا، يجب أن تعمل كثيرا وأن يساندك النّاس ومحيطك للنجاح في المستوى العالي، في إفريقيا
هناك عدد قليل من الأشخاص يملكونه، أنتم متحمسون لكرة القدم مثلنا نحن البرازيليون، هناك الكثير من اللاعبين الكبار وسيكون هناك أيضا لاعبين كبار مستقبلا.
الجزائر على بعد خطوة واحدة من التأهل للمرة الثانية على التّوالي لكأس العالم، هل ستتابع مباريات المنتخب الجزائري في كأس العالم المقبلة إذا تأهل؟
بعدما تعرفت عليكم الآن، نعم. سأكتشف الكرة الجزائرية عن قرب، لكن قبلها عليّ أن أتمنى لكم حظا موفقا حتى تتمكنوا من التأهل وتجاوز الدّور الأخير من التّصفيات،
أنتم مرّحب بكم في البرازيل في 2014 وأتمنى أن يحقق منتخبكم دورة كبيرة.
حاوره: محمد ساعد
أيلتون سيلفا (المدّرب الذي نال إعجاب ريفالدو)
طيلة مشواره الثّري تدّرب ريفالدو على أيدي أحسن المدّربين في العالم في صورة كارلوس ألبيرتو، لويس فانڤال، كارلو أنتشيلوتي، ماريو زاڤالو ولويس
فيليبي سكولاري، لكنه خلال الموسم الماضي أعجب كثيرا بالمدرب أيلتون سيلفا، فهو مدرب شاب التحق بفريق "ساو كايتانو"، وبعد ستة لقاءات
في البطولة حصل فيها على نقطة واحدة. طريقة عمل هذا المدّرب الذي عمل في ريال مورسيا باسبانيا لم يكن لديه ما يحسد عليها والقيام بالأ
فضل في المستوى العالي، والدّليل في الموسم الموالي، ورفض أيلتون تجديد عقده بسبب تدّخل مسيري "ساو كايتانو" في اختياراته التكت
يكية، ولم يتردد ريفالدو في أن يعرض عليه العمل في فريق موجي ميريم، خامس أندية بطولة مقاطعة "ساو باولو" التي تضم أندية "
ساو باولو"، "كورينثيانس" و"بالميراس"، فسألناه عن طموحاته مدربا، وصرّح لنا "أيلتون" الذي كان حاضرا في الحوار الذي جمعنا م
ع "ريفالدو" قائلا: "أملك أصدقاء يعملون في دول الخليج، أخبروني عن الكثير من الأشياء في هذه الدّول وأنا متحمس لخوض تجربة في إ
حدى البطولات العربية أين يحظى التّقني البرازيلي باحترام شديد مثلما أخبروني به".
السّيدة "ريفالدو".. أنيقة ومتواضعة
خلال الوقت الذي قضيناه مع "ريفالدو" في منزله، أتيحت لنا فرصة التّعرف على زوجته وأبنائه، للأسف بالنسبة لقرائنا الأوفياء و
المشاهدين الكرام الذي سيتابعون عن قريب الحوار المسجل مع "ريفالدو"، لن يكون بإمكانهم مشاهدة أناقة السّيدة "ريفالدو" لأن "ريفالدو"
لم يسمح لنا بأن نأخذ لها صورا في بعض الأماكن في منزله ورفقة أعضاء من عائلته، لكن ذلك لم يمنعه من أن يقدّم لنا زوجته الجميلة والأنيقة
والتي كانت متفاجئة من قرار "ريفالدو" باستضافة صحفي أجنبي في المنزل، إذ قالت السيدة "ريفالدو" بلغة إسبانية متقنة: "إنكم
محظوظون، هل تعلمون ذلك؟"، وبفضل تجوال زوجها بسبب كرة القدم، أعلمتنا السّيّدة "ريفالدو" أنها تعلمت الحديث بـ 6 لغات مختل
فة، وبعدها لم تتوقف عن طرح أسئلتها علينا بخصوص الجزائر، من دون الحديث عن كرة القدم والذي لم يكن يهمها بقدر اهتمامها بالجا
نب الثّقافي والسّياحي لبلدنا الجزائر.
ابن "ريفالدو" كان يلبس قميص المنتخب الإسباني
في أحد ردهات منزل "ريفالدو" الكبير، كان هناك أصغر طفلي اللاعب يجلسان على الأرض ويلعبان بأحد اللألعاب الالكترونية، أحدهما كان يرتدي قميص المن
تخب الإسباني الذي يتمتع بشعبية كبيرة في البرازيل، وفي تلك الأثناء، ذكرتنا السّيدة "ريفالدو" بأن ابنيها يحملان أيضا الجنسية الإسبانية، "لاروخا"
بإمكانها أن تصوب اهتمامها نحو شواطئ "موجي ميريم"، ربما سيكون هناك "ريفالدو" آخر يستعد للبروز.
سجل "ريفالدو" الثّري والمميّز:
يعتبر "ريفالدو" من اللاعبين الأكثر تتويجا في تاريخ كرة القدم، يملك سجلا ثريا ومميزا، إذ تمكن من الفوز بألقاب في أربعة قارات
مختلفة، ونعرض عليكم سجله الكروي المليء بالتتويجات:
مع المنتخب البرازيلي:
فائز بكأس العالم 2002.
منشط نهائي كأس العالم 1998
فائز بكوبا أمريكا سنة 1999
فائز بكأس القارات سنة 1997
مع نادي "كورينثيانس ساو باولو":
بطل البرازيل سنة 1994
مع نادي برشلونة الإسباني:
فائز بكأس السوبر الأوروبية سنة 1997
بطل إسبانيا سنتي 1998 و1999
فائز بكأس ملك إسبانيا سنة 1998
مع نادي ميلان الإيطالي:
فائز بكأس إيطاليا سنة 2003
فائز برابطة أبطال أوروبا سنة 2003
فائز بكأس السوبر الأوروبية سنة 2003
مع نادي "بونيودكور" الأوزبكي:
فائز بكأس أوزبكستان سنة 2008
فائز بلقب بطولة أوزبكستان سنة 2009
تتويجات شخصية:
حاصل على الكرة الذّهبية لجريدة "فرانس فوتبول" الفرنسية سنة 1999
حائز على جائزة أحسن لاعب في السنة من طرف "الفيفا" سنة 1999